تابعونا على :

‏مشايخ ودعاة ‏

تعليق على التراويح ـ 17

أربعاء, 05/20/2020 - 15:18

من ورد السابعة عشرة من شهر رمضان المبارك تعلّمنا أنّ المرأة في الإسلام رقم عظيم في الحياة؛ فقد ضمّت سورة القصص خمس نسوة ساهمت كلّ منهنّ من موقعها في إسقاط أعتى طاغية وصل صلفه إلى ادّعاء الألوهيّة فرسمن خطّة استيراتيجية أعددنها جيّدا  .

والقصّة أنّ الطاغية أوهم أنّ زوال ملكه سيكون على يد مولود لبني إسرائيل فأصدر مرسوما يقضي بتصفية كلّ مولود لهم، فولد موسى عليه السلام فكان على ثلاث نسوة أن يسعين برعاية قادر عليم إلى إنقاذه من التصفية ؛ فألهم الله أمّه أن تضعه في تابوت وترميه في البحر وألقى في روعها أنّه  سيردّه إليها،  بل سبجعله رسولا .

ولك أن تتصوّر أمّا في حالة إرضاعٍ حية تنزع ولدها من ثديها لتسلمه إلى أمواج بحر عاتية ثقة بوعد الله وحرصا على سلامة ابنها سلامة لا يسندها عالم الشهادة إلّا أنّ لعالم الغيب منطقه الذي تنبو عنه أنظار أسرى المادّة، وتتجه إليه أنظار من وقر الإيمان في قلوبهم.

وفي القصر امرأة غير عريّ من الإيمان والعقل  وظّفت مكانتها عند زوجها توظيفا إيجابيّا مستغلّة نقطة ضعف زوج لا يولد له يحتاج إلى ولد يملأ القصر سعادة وينتظر نفعه في المستقبل؛ لتستصدر قرارا بإعفاء المولود الجديد من القتل بعد أن التقطه آل فرعون لقتله غير مدركين لعاقبة ما سيحدث فتنطلق أخته كاتمة أنفاس مشاعر أخت مكلومة، لتشاهده على حين غفلة من القوم.

 وهنا تتدخّل عناية الله التي لم تغب ليمتنع المولود من كلّ مرضع تستجلب له فتجد الأخت الحصيفة الفرصة فتهتبلها لطرح رؤية لصالح القوم في الظاهر  فتدلّهم على أهل بيت يكفلونه لصالح الملتقطين وهم أهل نصح للولد، فيقبل المقترح؛  ليتحقق للأمّ  الجزء الأوّل   من البشارتين أعلاه،  وما عليها - إن بقيت حيّة - إلا انتظار الجزء الثاني.

فانظر - رعاك الله - حجم تضحية ربّة القصر الحظية عند زوجها بملك زوجها لصالح ولد من جهة معادية للقصر ؟ إنّه - وربّك - الإيمان والسعي إلى مرضاة الرحمن.

ويتربّى الولد المبارك في أمان حتى يجيء تدبير إلهيّ يخفي من اللطف ما يخفي ،   فينتصر موسى عليه السلام لمشايع له على حساب عدوّ لهما فيقتله فيهاجر بعد أن أطلع على ضرورة الهجرة ،لكن له عودة لها ما بعدها .

وهناك يلتقي بفتاتين عفّتين فتوفّرا  - بموافقة أبيهما الذي ربّت على مخاوفه - وظيفة وزوجا تكون سكنا و سندا فيمكث في أمان عقدا من الزمن إلى أن يبدأ الرحلة المباركة المتوّجة ببعثه إلى فرعون وملئه.

 وهنا تكون نهاية الطغيان،  وسطوع نجم التحرر  لبني إسرائيل.

فليت المسلمات علمن أنّ لهنّ سلفا جديرا بأن يتأسّى به في العمل من أجل معالى الأمور بعيدا من سفسافها وسفائها!

اللهم أبعد عن نسائتا كلّ فتنة مضلّة وكلّ خليقة مذلّة.

شارك المادة